كيف نقضي رمضان

موضوع: كيف نقضي رمضان الجمعة أغسطس 21, 2009 2:51 am

هيا لنضيع الوقت في السوق... عبارة يقولها الكثيرون لبعضهم البعض في شهر الصيام، وغيرهم يغطون في نوم عميق طيلة اليوم، فهل الوقت رخيص إلى هذه الدرجة؟ وهل شهر رمضان للنوم والتنزه في الأسواق أم للإكثار من الطاعة؟ للحديث عن الوقت وأهميته وكيفية قضائه في شهر رمضان المبارك كان لنا هذا التقرير.

لؤي أبو حصيرة _من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بغزة_ قال إن شهر رمضان يجب أن يستغل الاستغلال الأمثل، مضيفا "إنني أقسم وقتي في رمضان، ففي كل يوم وبعد صلاة الفجر أقرأ وردي من القران الكريم، ثم بعد ذلك أستريح قليلا إلى أن يأتي موعد الجامعة، ثم أصلي صلاة الضحى، لأنه من علامات القبول، الطاعة بعد الطاعة، ثم أذهب إلى الجامعة".

ودعا الجميع إلى عدم تضييع الوقت في النوم، بحيث يكون النوم سببا لترك أعمال كان يفعلها حال الإفطار، بل استغلال كل دقيقة في المداومة على الاستغفار والذكر، والجد والاجتهاد في طاعة الله.

اغتنموا أيامه وساعاته

عمر صالح شبير _من كلية العلوم في نفس الجامعة_ فقال ان قضية تنظيم الوقت في شهر رمضان قضية مهمة جدا، بل هى اساس للانسان المسلم الحريص على اغتنام وقته فيما يرضى الله، لاسيما في شهر رمضان المبارك فهو مميز عن الشهور وهو شهر غنى عن التعريف لعظم فضائله ومميزاته، فالمسلم الحريص على التقرب الى الله سبحانه وتعالى لابد أن يحرص على تنظيم وقته في هذا الشهر المبارك بين حفظ القرآن ومدارسته، وبين أداء واجباته البيتية، ومع ذلك فلا بأس إن رفه عن نفسه ساعة، مضيفا "بالنسبة لي فان برنامجى المعتاد في شهر رمضان الصلوات الخمسة الحمد الله في المسجد، وبعد صلاة الفجر إلى الشروق قراءة قرآن في المسجد، ثم الذهاب إلى الجامعة، ومن بعد صلاة العصر إلى المغرب استغل الوقت في قراءة القران، أما من بعد المغرب إلى العشاء فهي فترة الإفطار، وبعد العشاء صلاة التراويح والسهر مع الأهل، وبعد ذلك النوم".

وأشار الى أن الله سبحانه وتعالى ما فرض الصيام إلا لحكمة عظيمة، هي قوله تعالى "لعلكم تتقون"، فإذا لم تتمثل التقوى في حقيقة الإنسان الصائم فهو لم يصم حقيقة، أي أن من لم تصم جوارحه لم يصم حقيقة، فالصيام لا يعني الجوع والعطش، إنما ليعتاد الإنسان على كبح جماح نفسه عن الشهوات وعن المعاصى.

قران ودراسة ورياضة

أما عمار الشريف _من جامعة الأقصى_ فقد وجه في بداية حديثه التهنئة للأمة العربية والإسلامية وخاصة الشعب الفلسطيني بحلول هذا الشهر المبارك، وقال طبيعتي في رمضان وغيره أن أنام مبكرا وأصحو مبكرا على صلاة الفجر وهذا من نعم الله علي، لأن الله يبارك في البواكير عملا بقول رسول الله _صلي الله عليه-، وبعد صلاة الفجر أستطيع الدراسة لأن في هذا الوقت يكون الذهن صافيا والجو هادئا والأوضاع مواتية جدا للدراسة، ومن ثم أنام ساعة أو ساعتين إلى أن يحين موعد ذهابي إلى الجامعة وأنتهي من الجامعة قبل صلاة العصر بساعة أو ساعتين، وأستطيع في ذلك الوقت ممارسة الرياضة بحكم أنني رياضي، وبعد صلاة العصر أقرأ القرآن إلى أن يحين موعد أذان المغرب، فأصلي وأفطر مع الأهل، ومن ثم نجلس نتسامر إلى أن يحين موعد أذان العشاء ، فنذهب أنا وأسرتي لصلاة العشاء ومن ثم صلاة التراويح، وبعد ذلك أخلد إلى النوم وهكذا.

وأضاف موجها حديثه لكل مسلم بأن عليه أن يتقي ربه في هذا الشهر الفضيل ويتقرب إلى الله ولا يعصيه، مؤكدا أن الإنسان لا يضمن أن يعيش حتى يأتي رمضان القادم، لذلك فعليه اغتنام هذه الفرصة فيما يرضي الله.

مشاهدة البرامج والمسلسلات!

أما ميران أبو غلوة _من قسم اللغة الانجليزية في نفس الجامعة_ فقالت "أنا والحمد لله من اللواتي ينظمن أوقاتهن في رمضان، فبعد أن أتناول طعام السحور مع الأهل أصلي صلاة الصبح ثم أقرا جزءا من القرآن، ومن ثم أتفرغ لدروسي الجامعية إلى أن يأتي معاد ذهابي إلى الجامعة, وبعد ذلك أعود الى المنزل وأتفرغ مع والدتي واخواتي لإعداد طعام الإفطار، وبعد الإفطار نؤدي صلاة العشاء ثم التراويح, مضيفة "لكن هناك عادة لا أستطيع الإقلاع عنها هي مشاهدة المسلسلات والبرامج الرمضانية, وآمل من الله ان يساعدني في الإقلاع عن هذه العادة السيئة التي تفسد الصوم، وأنصح جميع اخواني واخواتي بالإقلاع عن هذه العادة السيئة، وأسأل الله أن يغفر لي, ورسالتي إلى جميع الطلاب والناس أن يغتنموا فرصة شهر رمضان في العبادة والطاعة والتقرب إلى الله".

تعمير شهر رمضان

مها حجازي _طالبة من جامعة الأزهر_ بدأت حديثها معنا بقولها "في البداية أسال الله سبحانه وتعالى ان يبلغنا شهر رمضان ونحن بصحة وعافية وخير من الله لنستطيع قيام وصيام هذا الشهر الفضيل المبارك الذي نسأل الله ان يعيننا فيه على ذكره وشكره وحسن عبادته سبحانه"، مضيفة "أنا في الايام العادية من غير رمضان أنظم وقتي, ولكن شهر رمضان يحتاج إلى تنظيم الوقت بشكل أكبر لكي نستطيع المراعاة بين شئون الدراسة والعبادة فكالعادة نصلى الفجر ومن ثم بعد صلاة الفجر نتفرغ للدراسة ولقراءة القرآن الكريم حتى يأتي موعد ذهابنا إلى الجامعة, وبعد انتهائنا من فترة الدراسة نعود الى لمنزل ونخلد للنوم قليلا حتى يرفع أذان العصر, بعد ذلك نصلى العصر، ونبدأ حالنا حال جميع الفتيات بتحضير طعام الإفطار للأهل, ومن ثم تجتمع الأسرة انتظارا لأذان المغرب، وبعد الصلاة نجتمع في حلقة رمضانية لتناول طعام الإفطار، ثم بعد ذلك نتسامر, إلى أن يحين موعد صلاة التراويح، حيث نذهب والحمد لله جميعا للصلاة والعبادة ومن ثم نكمل سهرتنا الأسرية، ومن ثم يذهب كل منا لأداء العبادة الليلة ومن ثم للنوم وهكذا".

وأضافت نحن مدعوون لتعمير شهر رمضان بالعبادة والطاعات والعمل الصالح ولا ننظر إلى أي عمل يغضب الله عز وجل في هذا الشهر الفضيل.

الوقت شرف المسلم

عطية حمد _مدرس_ قال لنا إن الوقت شرف المسلم، لذلك على كل مسلم أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكم نيته في الخير قائمة، من غير تعب ولا ملل ولا فتور، كما جاء في الحديث :"نية المؤمن خير من عمله".

وأضاف حمد فإذا علم الإنسان _وان بالغ في الجد_ بأن الموت يقطعه عن العمل، عمل في حياته مايدوم له أجره بعد موته، فان كان له شيء من الدنيا وقف وقفا، وغرس غرسا، وأجرى نهرا، ويسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده، فيكون له الأجر بإذن الله تعالى، وتابع قائلا "أو أن يصنف كتابا من العلم، فان تصنيف العالم ولده المخلد، وأن يكون عاملا بالخير، عالما فيه، فينقل من فعله ما يقتدى الغير به، فذلك الذي لم يمت".

ركن من أركان حياتك

تقوى عمار _الداعية الإسلامية_ قالت إن شهر رمضان على أرض الرباط يختلف عن أي مكان آخر في العالم، فهو لا يختلف عن الأشهر الأخرى من ناحية الطعام والشراب، فمعظم الشعب الفلسطيني بحكم أوضاعه الاقتصادية الصعبة يحاول الاقتصاد في المصروفات، وخاصة أن كثيرا ممن يعملون لا يصرفون على عائلة واحدة، بل يصرفون على أكثر من عائلة _مثل بعض الأشقاء_ بسبب عدم وجود فرص عمل، الا أنه من ناحية العبادة في هذا الشهر المبارك فان أجرها مضاعف _باذن الله تعالى_ وذلك لما يلاقيه هذا الشعب من معاناة وألم وحرمان، ثم يواجه ذلك كله بالصبر والاحتساب.

وحول الكيفية التي يتم بها استغلال الوقت في هذا الشهر أكدت الداعية الإسلامية أن أهمية الوقت تنبع من مدى اهتمام الإسلام به، فانه من المعلوم ان كل عبد سيسأل عن عمره فيما أفناه، وعلى هذا الأساس نستطيع أن نقول أن الوقت هو ركن من أركان حياتك فحافظ عليه، مضيفة أن المرأة ان كانت عاملة فانها ستكون في الصباح خارج المنزل، ثم بعد ذلك وقبل اذان المغرب تكثف زياراتها لأهالي الشهداء _التي تزداد بشكل كبير في هذا الشهر_، بالإضافة إلى زيارة الجرحى، وتقديم وجبات الطعام والشراب وتنظيم النشاطات للجرحى في المستشفيات، الذين حرم أهلهم من التواصل معهم، بسبب الاغلاقات المتتالية التي يشهدها قطاع غزة ، بحيث بات مثل ابن السبيل الذي انقطع عن أهله وماله.

وأشارت إلى أنه يكثر حضور اللقاءات الدينية في هذا الشهر التي يتخللها التذكير بطاعة الله والحث على الخيرات، مضيفة أن هناك العديد من النشاطات التي تنظم في بيوت زوجات وأمهات الشهداء، مثل (تلاوة القران، دورات الأحكام، دروس العلم)، بالإضافة إلى صلة الرحم.

رمضان كريم

» رمضان كريم
» رمضان كريم
» موضوع عن رمضان
» موضوع عن رمضان
» رمضان كريم